الاباشي و دهن العود!
عندما تفكر سيدة في تقديم هدية في مناسبة ما فإنها تتوجه في أغلب الأحيان إلى أرقى محال الشوكلاتة، تسأل عن افضل الأنواع فيعرض عليها البائع في العادة أنواع سعر الكيلو منها يساوي 4 أضعاف سعر برميل النفط!، ثم يشرح لها كيف يتم تحضير و جلب الشوكلاتة من المناطق التي كانت تسكنها إحدى قبائل الهنود الحمر و تسمى (الاباشي)!، تقتنع بقصة ألف ليلة و ليلة و تشتري المسكينة لتكتشف أن عدد القطع في الكيلو الواحد لا يزيد عن 20 قطعة، من يدري؟ فربما تكون مرصعة بالألماس!.
تدخل إلى محل للأقمشة، تستعرض الأنواع المختلفة من الحرير فتطلب كل ما هو جديد و غالي، تعجبها إحدى القطع فتلاحظ أن السعر مرتفع، تطالب البائع بتخفيض السعر، يستجيب فورا و يقول: كرمال عيونك، يمسك الآلة الحاسبة و يتظاهر بأنه يقوم بعملية حسابية بينما في الواقع يحسب أرباحه في هذا اليوم!، تفرح الزبونة و تفرغ من حقيبتها عدة آلاف من الدراهم ، يودعها قائلا: نشوفك مرة ثانية يا مدام، ترد عليه: بسم الله عليّ بعدني آنسة!، تتصل بصديقتها لتقول لها: تصدقين قصيت عليه و أخذت قطعة تهبل برخص التراب، شو رأيك نلبس نفس الطقم في الحفلة القادمة؟، بس لا تخبرين فلانة.. تراها بتخلص البضاعة كلها!.
فتاة تود شراء عطور عربية مثل دهن العود و البخور، تفوح من المحل روائح زكية تزغلل العيون (لزوم الشغل طبعا)، يقدم لها دهن عود مخصوص على حد قوله، يدعي أنه يستخرج من شجرة ضخمة في أدغال الامازون تحرسها حيوانات متوحشة، يضمن لها أنها قادرة على جذب اكثر من 20 شابا/ ساعة أثناء تسكعها في أي مركز تجاري ، يعجبها الضمان فتطلب تولة أو أكثر، تدفع المبلغ و لا على البال ثم تخرج متبخترة كأنها استطاعت جر الأسد من ذيله!.
قد تكون هذه المواقف ساخرة و لكنها قريبة من الواقع و تحدث كل يوم، أساليب الباعة في جذب الزبائن متعددة و في أحيان كثيرة يخدع الزبون عيني عينك، الاستغلال واضح لحاجة و مستلزمات الناس لكن ما باليد حيلة، البعض يسرف و يبذر دون حساب، و البعض الآخر يشتري على الحساب!.